عندما نسمع أن اقتصاد المغرب مرتبط بالأمطار

كتامة بخير، المغرب بخير.. كتامة تعاني، المغرب يعاني..

كتامة والكيف

..

عندما نسمع أن اقتصاد المغرب مرتبط بالأمطار، نعتقد أن للأمر علاقة بما ينتجه البلد من حبوب القمح والعدس والحمص والشعير والزيتون والبصل والطماطم والبقدونس واللوز والكاكاو والزنجبيل والباذنجان... قد يكون ذلك ممكنا.. على أي هذا ما نعتقده جميعا، أو ربما هذا  ما تريدنا الدولة أن نعتقده.. ولكن قبل ذلك دعوني أضع امامكم رقما لست أنا صاحبه..

قبل سنتين أن أصدرت الخارجية الامريكية تقريرا مر مرور الكرام، يقول أن إنتاج الحشيش بالمغرب يساهم بحوالي 23٪ في الناتج الداخلي الخام للبلد.. مع العلم أن الاحصائيات الوطنية تقول أن القطاع الفلاحي بمجمله يساهم بنسبة تصل في أحسن الأحوال 15٪ من الناتج الداخلي الخام..

لا أطلب منكم أن تصدقوا الرقم الامريكي، ولا أطلب منكم أن تكذبوا الرقم المغربي..

سأقدم لكم أرقاما أخرى فقط.. والحكم لكم..

ينتج المغرب سنويا 30 ألف طن من القنب الهندي يعني الكيف، يتم تحويلها لمادة الحشيش فنحصل على 700 طن من الحشيش سنويا.. أي ما يشكل 40٪ من حشيش العالم.. تقول الدولة أنه تتم مصادرة 72٪ من هذا الانتاج خاصة الكميات المخصصة منه للتصدير نحو أروبا وبالخصوص نحو  هولندا واسبانيا كأول دولتين مستهلكتين للحشيش المغربي..

الكيف، حسب الأرقام المغربية، يشكل دخلا مباشرا لحوالي 90 الف أسرة أي ما يعادل 800 الف شخص خاصة هناك بمنطقة الريف وبعض اقاليم الشمال المغربي.. مع تأكيدنا على أن هذه الارقام يجب مضاعفتها مرتين إن لم تكن ثلاثة..

لماذا أكتب في الموضوع..؟

ببساطة لأن كتامة ليست بخير.. وأعرف أن المغرب ليس بخير أيضا.. فكتامة باعتبارها المنتج الاول للكيف/الحشيش عبر العالم، أصبح سكانها، خلال الأربع سنوات الأخيرة، غير قادرين على تصريف ما ينتجونه سنويا من الحشيش بحكم انتقال الدولة للسرعة النهائية في حربها ضد هذه التجارة.. قد يصعب علينا فهم ما تريده الدولة بالضبط من خلال مضاعفتها لوتيرة المصادرة، ولكننا نعتقد بنوع من التأكيد ان للامر علاقة بنية الدولة التوجه نحو تقنين القنب الهندي.. أي أن هذه الحرب غير المسبوقة الهدف من ورائها هو وضع المزارعين أمام ضرورة القبول بمقترح التقنين.. فالتقنين هو الخطو الانسب للدولة من أجل ان تحافظ على صورتها أمام المجتمعوالدولي وأيضا من أجل الحفاظ على مكاسبها الاقتصادية..

في الاخير نقول.. دعه يزرع.. دعه يمر..