تحليل رواية موت صغير

 تحليل رواية موت صغير

ملخص رواية موت صغير

مراجعة رواية موت صغير

تحليل رواية موت صغير

#جائزة_البوكر_2016 .

#موت_صغير

* الحب موت صغير *

" أدين بدين الحب أنى توجهت ركائبه فالحب ديني وإيماني "

لا يخفى على الكثير منا أن هذه الكلمات هي لإبن عربي ، لكن ما خفي عنا أن ابن عربي لم يكن ليصل إلى "دين الحب " إلا بعد أن "طهر قلبه .. وإتبعه " !

" موت صغير " رواية عن سيرة " ابن عربي " الشيخ الأكبر والكبريت الأحمر كما جاز لمريديه أن يسموه . 

إنطلقت قافلته من أول العهد بنزول الروح وغربة الأرحام في "الأندلس " وصولا إلى محطة إنعتاقها بدمشق .

ولكن السيرة لم تنتهي ما دام ذكره بيننا .

توالت السنون و ما سكن ولا ركن فلطالما كان يقول لمريديه ويعلمهم :

"من ترك السفر سكن، ومن سكن عاد إلى العَدَم "

ففي طريق قدره الله له قبل خلقه ،طاف ببلدان وعاشر أناس مختلفين كإختلاف لغاتهم وعاش تحت حكم المحدين والأيوبيين والسلاجقة، من مرسية المنطلق وإشبيلية وفاس ومراكش الصحبة والتيه وتونس و قاهرة الموت والمرض وصولا إلى مكة العشق والهيام والصدمة و دمشق وحلب وقونية و ملطية الثبات و الحب ورجوعا إلى دمشق المنية .

فمنذ الصغر أحس "بالجذبة "التي خصه الله بها ليكون "وليه " في ما قدره الله له و اختصه به .

"طهر قلبك.. ثم إتبعه .وعندها فقط يجدك وتدك " بهذه الوصية كان يمضي في أرض الله الواسعة إتساع قلبه ، بحثا عن أوتادته الأربع ليثبت فؤاده و يصل مقام "العارف" ، فهذا المقام لا ينال إلا بتطهير قلب و سكون روح و هداية نفس . 

الشاهد في الرواية أن الكاتب بلغته الشاعرية العذبة الرقيقة التي لا تخلو من نزعة صوفية في ألفاضها على لسان الشيخ الأكبر فقد تحتار في إن كانت الكلمات لإبن عربي أم لحسن علوان، و قد أمسك الكاتب طرف القصة من جانب آخر ، فلم يسلك طريق الدخول إلى عالم التصوف والزهد من أوسع ابوابه ، بل جعل له طريقا نحو التشابه بين البشر في النفس وشهواتها مسلكا ليضعنا أمام شخصية ابن عربي الذي جالس السلاطين و كتب للحكام وقرأ كتب من مختلف ثقافاتها وصور لنا ابن عربي العاشق الولهان ، المتخبط في أهواء نفسه المنكسر حينا الآمل أحيانا ، المختلي بنفسه ، العامل لقوت يومه ،والسجين على كلامه ، الحزين على فقيده ،المسافر في دروبه ، المعلم لمريديه ، والتائه في بحثه عن "أوتاده الأربع " رغم قربهم منه .

في الرواية منطلقين أحدها لسيرة ابن عربي ، والأخرى يحكي تاريخ انتقال (أوراق/مخطوطة) تحكي سيرة ابن عربي منذ عام 610هـ/1212م  وحتى وصولها بين أيدينا عام 1433هـ/2012م . وقد أجاد الكاتب حق الإجادة في التنسيق بينهما وتسلسل و ربط الأحداث والوقائع التاريخية في كليهما .

أفضل الأجزاء في الرواية و تشويقها في بحث ابن عربي عن أوتاده ، والوتد الرابع في نظري كان أجمل مفاجئة للقارئ !

إستطاع علوان أن يعطي لكل شخصية في الرواية حقها ،ونظم  في بعض الأجزاء حوارات بين من خلالها جانب من عقيدة المتصوفة و طريقتهم و إختلافهم مع الفلاسفة والفقهاء على حد سواء .

وحوى فيها بأسماء علماء و عارفين ظفر بلقاهم ابن عربي و ساهموا في تنوير روحه و تطهير قلبه .

رواية تستحق أن تقرأ وأن لا يتوقف عندها فقط لأن مسيرة وعلوم ابن عربي لا تحدها صفحات الرواية بل هي أعمق وأوسع من ذلك .

إرسال تعليق

0 تعليقات