مراجعة وتلخيص رواية الغريب ل ألبير كامو لنا فكر

مراجعة وتلخيص رواية الغريب ل ألبير كامو 

 نبذة عن رواية الغريب

مراجعة وتلخيص رواية الغريب ألبير كامو

مراجعة رواية الغريب

#رواية: الغريب

#الكاتب: ألبير كامو

#صنف: الفلسفة العبثية - عدمية

#ترجمة: عايدة مطرجي ادريس

#صفحة: 150

تنتمي رواية الغريب إلى المذهب العبثي، وقد كتبها ألبير كامو ضمن سلسلة تعريفية بفلسفته العدمية الخاصة. وتعتبر هذه الرواية من بين أبرز أعمال الكاتب والتي يعود تاريخ تأليفها إلى سنة 1942 .

من غير مقدمات يستهل ألبير كامو روايته بموت أم البطل ميرسو؛ " اليوم ماتت أمي. أو ربما ماتت بالأمس لست أدري. لقد تلقيت برقية من المأوى تقول: ( الوالدة توفيت . الدفن غدا ، احتراماتنا ) إن ذلك لا يعني شيئا ."

إن عنوان الغريب الذي جعله الكاتب لهذه الرواية العظيمة، لم يكون اختيار اعتباطي أو عشوائي ، بل دليلا ووصفا صارخا على غرابة البطل . الغريب عن مجتمعه، والغريب عن وطنه، غريب عن كل شيء .

فما معنى ان تكون غريبا ؟ غريبا كل الغرابة، لا صلة بالمحيط الذي تعيش فيه !!! ما معنى أن تترك مجالا للفوضى والعبثية تتحكم فيك وتقودك نحو اللامنطق واللامعقول وانت تتخبط بكم هائل من الأحداث الأليمة .

يستعرض ألبير كامو في بداية الرواية مبادئ فلسفته العدمية والعبثية عن طريق شخصية ميرسو ( بطل الرواية )، وهي شخصية لا مبالية وخالية من كل إحساس وشعور إنساني إلى أبعد حدود . لقد حاول كامو أن يجعل من خلال هذه الرواية الممكن مستحيلا .. والمستحيل ممكنا .

يتلقى مورسو خبر وفاة أمه الذي علق عليه " إن ذلك لا يعني شيئا " ،لم يبدي بطل الرواية أي ردة فعل، لا اهتمام ولا مشاعر ولا دموع، لا حزن ولا وداع !!! كأن شيئا لم يحدث قط . حاول كامو ان يقدم لنا مورسو كشخصية عارية وخالية من كل ذرة احساس، شخص يجيد التصرف بفن اللامبالاة ويتقنه، لذلك لا يمانع أن يتناول كوب قهوة وسجائر أما جثمان والدته طابما هو بحاجة لذلك .

فالموت والحياة سيان، فما قيمة الحزن أو التذمر على رحيل شخص ما .. ؟!

أحداث تتراكم  وتتسارع تدفعنا لمتابعة القراءة بنهم، بين صفحات الرواية وعشرات الأسئلة التي نتخبط بها حول مصير هذه الشخصية القاسية ، وهل بالفعل يمكن ان يوجد شخص في وقتنا هذا بهذه الصفات اللاانسانية ؟! حقا ما الذي جعل مورسو خالٍ من كل حس وشعور  إنساني ؟

بين صفحات الرواية القصيرة نكتشف أن بطل الرواية، بالفعل هو شخص مجنون وغير مدرك لما يدور حوله ، يسترسل مورسو إسترسالا طبيعيا في مماراسة حياته الطبيعة؛ فها هو يخرج برفقة خليلته ثم يتلقى نداء من صديق آخر للقدوم إلى كوخه الذي يقع  على الشاطئ من أجل قضاء عطلة نهاية الأسبوع مما سيؤدي في تورط البطل في مقتل شخص عربي / جزائري ، بعدما اطلق عليه خمس رصاصات؛ قتله بدم بارد دون اي شعور بالذنب، جراء هذه الجريمة سيحاكم مورسو بعقوبة الإعدام .

لكن قبل وصول ذلك اليوم اللعين الذي سينفذ فيه حكم الإعدام، كان هناك متسع من الوقت ليعيش مورسو جحيم الأفكار، الأسئلة التي كان يطرحها بطلنا على نفسه ويحللها داخل قرارة قلبه ، كيف سيموت ؟ ومتى سيموت ؟ كيف سيكون مشهد المقصلة ؟

لقد حاول البطل تخيل مشهد الإعدام من عدة جوانب وتسائل بشدة ، ما الفرق أن يموت غدا او بعد عشرين سنة ؟ ثم يجيب نفسه أن الأمر سيان .

~ خلاصة :

لقد أبدع ألبير كامو في رسم هذه الشخصية لدرجة جعل فيها القارئ في ذهول تام ، جعل القارئ يغوص إلى ما وراء القناع البشري الانساني، إلى القناع الآخر، المتمثل في اللاإنسانية واللاشعور واللامبالاة لمواجهة هذا العالم البائس ،يتشابه  ويذكرني كثيرا بطل هذه الرواية "مورسو " بشخصية  راسكولينكوف بطل رواية الجريمة والعقاب للكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي .


للاطاع على إقتباسات الرواية اضغط هنا
لتحميل رواية الغريب اضغط هنا